السيلان هو عدوى تنتقل جنسياً تسببها بكتيريا (المكورة البنية – gonococcus). ويعتبر السيلان أكثر شيوعاً خارج السويد من داخلها، على الرغم أنه في السنوات الأخيرة شهدت الإصابات زيادة ملحوظة داخل السويد وذلك أيضاً بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال. من سمات عدوى السيلان قدرتها على تطوير مقاومة سريعة للمضادات الحيوية، مما يعني أن علاج مرض السيلان يصبح كل مرة أصعب مما قبل. إن الوضع شديد السوء، حيث أصبح الباحثون يخافون من ألا يستطيعوا علاج السيلان في المستقبل على الإطلاق مما سيجعل المرض خطيراً كما كان الحال قبل اكتشاف المضادات الحيوية في الثلاثينات من القرن الماضي.
كيف تنتقل عدوى السيلان؟
تنتقل عدوى السيلان من خلال معظم أنواع الاتصال الجنسي، مثل الجنس الفموي والجنس المهبلي والجنس الشرجي، كما يمكن أن تنتقل عبر الأصابع أو الألعاب الجنسية. وتوفر الواقيات الذكرية أكبر حماية فعالة من انتقال السيلان أثناء الاتصال الجنسي، على الرغم من أن البكتيريا سهلة الانتقال للغاية حيث يكون أقصر اتصال كافِ لنقل العدوى، مثل تلامس القضيب مع المستقيم قبل وضع الواقي. كما يمكن انتقال السيلان من الأم للطفل عند الولادة.
فترة حضانة المرض
فترة الحضانة هي فترة ما بين التقاط العدوى وظهور الأعراض، وتكون قصيرة للغاية عند الإصابة بالسيلان – وتكون في المعتاد ما بين ثلاث إلى سبع أيام، على الرغم أنها قد تكون أطول في بعض الأحيان.
الأعراض
قد يظهر السيلان في المسالك البولية أو المستقيم أو الحلق، لذا تختلف الأعراض بناءً على مكان العدوى.
سيلان المسالك البولية: معظم الرجال المصابين بسيلان المسالك البولية يظهر عليهم أعراض تصريف قيحي كثيف لونه أصفر مخضر والشعور بحرقة/ألم حاد عند التبول.
سيلان المستقيم: ما يقارب من نصف المصابين يعانون من أعراض قد تكون أحياناً حادة للغاية مثل الألم والحرقة والمخاط والصديد والدم والحكة والتصريف القيحي من المستقيم. ومن المهم تذكر أن نصف المصابين لا يلاحظون أي أعراض على الإطلاق.
سيلان الحلق: هذه العدوى لا ينتج عنها أية أعراض على الإطلاق على الرغم من أنها في بعض الأحيان تتسبب في الإصابة بالتهاب الحلق.
من الشائع أن تمر الإصابة بسيلان الحلق والمستقيم بدون ملاحظته، لذا فإنه من المهم إجراء فحوصات دورية للاطمئنان على حالتك الصحية باستمرار.
إذا كانت الأعراض ظاهرة أم لا، عند ترك السيلان بدون علاج يمكن أن يؤدي إلى حدوث مضاعفات مثل مشكلات المفاصل والتهابات البربخ والتهابات البروستاتا. وعند النساء عند ترك السيلان بدون علاج يؤدي إلى التهاب قناة فالوب والمبايض، والذي بدوره يؤدي إلى الإصابة بالعقم ومشاكل الحمل. ولهذا السبب يُفضل إجراء الفحوصات حتى يكون بإمكانك الحصول على العلاج بسرعة إذا كنت مصاب بالسيلان، ولتحمي نفسك أثناء الاتصال الجنسي عن طريق استخدام الواقي الذكري.
إجراء الفحوصات
حيث أنه يمكن الإصابة بالسيلان في الحلق أو المهبل أو القضيب أو المستقيم، ينبغي على فريق الرعاية الصحية أخذ عينات من جميع هذه الأماكن، ومن المهم أن تخبرهم بنوع الجنس الذي تمارسه. يتم أخذ عينة بول للكشف عن وجود السيلان في المسالك البولية، وبعض العيادات تخبرك أنه لا يجب التبول قبل ساعتين من الفحص، بينما تخبرك أخرى بأن المدة 30 دقيقة فقط. لذا اتصل بعيادتك واستعلم عن الإجراء المُطبق لديهم. يتم أخذ عينات الحلق والمستقيم بواسطة لف مسحة قطنية صغيرة تجاه الغشاء المخاطي لمدة ثانية أو ما يقارب. يستغرق الفحص بضع دقائق. على سبيل المثال: في عيادة صحة مثلي الجنس من الرجال فينهالسان، يتم أخذ عينات المستقيم باستخدام أنبوب مضيء (منظار المستقيم ) والذي يتيح للطبيب/الممرض فحص وتقييم الغشاء المخاطي؛ فإذا كان ملتهب عليك العودة لإجراء فحص شامل.
يجب إجراء فحص دائماً بعد العلاج بسبع إلى ثمان أيام للتأكد من شفاء المريض بالكامل.
هل هناك تكلفة لذلك؟
يغطي قانون الأمراض المعدية بالسويد (Smittskyddslagen) مرض السيلان، مما يعني أن الفحوصات والعلاج مجانية.
تتبع المصدر مع استشاري
إذا ظهرت إصابتك بالسيلان، ستكون ملزماً بالمشاركة في ما يسمى بتتبع المصدر، حيث سيسألك استشاري عن تفاصيل الأشخاص الذين مارست معهم الجنس مؤخراً (خلال 3-12 شهر الماضية). ويكون الهدف من ذلك معرفة الأشخاص الآخرين الذين قد يكونوا مصابين بالسيلان دون أن يدركوا ذلك. قد يبدو ذلك غريباً وغير مريح إلى حد ما، ولكن معظم الناس يجدونه شيئاً طبيعياً ووسيلة لإبداء الاهتمام بالأشخاص الذين مارسوا الجنس معهم؛ حيث تتيح لهم فرصة التأكد من أنهم بصحة جيدة. هناك عدة وسائل متنوعة لتنظيم تتبع المصدر؛ حيث يمكنك إبلاغ شريكك بنفسك أو يمكنك ترك ذلك للاستشاري الخاص بك. وإذا قام الاستشاري بذلك فهو سوف يتصل بهم أو يرسل إليهم خطاب، ولن يمدهم بأية معلومات في هذه الخطابات أو المحادثات الهاتفية تدلهم على هويتك. وفي حالات أخرى يكون الاستشاري ملزم بالتأكد من وجود تصديق على أن الفحص قد تم إجراؤه.
إذا كنت تخضع لتتبع المصدر – أي إذا كان هناك شخص من المصابين بالسيلان أبلغ عن أنك شريكه الجنسي – ينبغي عليك الحضور لإجراء الفحص.
العلاج
يُعالج مرض السيلان باستخدام مضادات حيوية خاصة يتم تناولها عن طريق الحقن أو على هيئة أقراص. ويتم تحديد وتعديل العلاج حسب حساسية البكتيريا المُحددة لمادة ما و”يُضبط خصيصاً” وفقاً لنتائج الفحص، ولهذا السبب يُوصف لبعض الأشخاص الأقراص بينما يجب وصف حقن المضاد الحيوي للبعض الآخر. أثناء خضوعك للعلاج بالمضادات الحيوية وحتى يتم إبلاغك بأن نتيجة عينات الفحص جاءت “سلبية – أي عندما تُشفى بالكامل – يجب عليك عدم ممارسة الجنس مع أي شخص آخر بدون إبلاغ هذا الشخص بإصابتك بالسيلان، وذلك بسبب خطورة نقل المرض. هذا ما ينص عليه قانون الأمراض المعدية بالسويد. ينبغي عليك العودة باستمرار بعد7-10 أيام للفحص للتأكد من أنك قد شُفيت بالكامل. ولن يتم الإعلان عن أنك لائق وبصحة جيدة حتى ذلك الوقت. إذا كان لديك شريك واحد أو أكثر ينبغي إجراء فحوصات لهم وإعطائهم المضادات الحيوية إذا كانوا مصابين بالسيلان وذلك لتجنب انتقال العدوى بينك وبين الشخص أو الأشخاص الذين تمارس الجنس معهم.
من المهم أن تتذكر أنك لا تصبح محصناً من السيلان إذا أصابك لأول مرة، حيث يمكن أن يصيبك السيلان لعدة مرات.
خبرة عيادة فينهالسان المتعلقة بمرض السيلان
لقد تزايد عدد الرجال المصابين بالسيلان في كل عام من الأعوام الأخيرة. واليوم تعالج عيادة فينهالسان Venhälsan حوالي 200 رجل مصاب بالسيلان كل عام، ويكون متوسط أعمارهم 23 سنة. ثلثي الرجال المرضى يصابون بسيلان المستقيم و سيلان الحلق، ويكون حوالي 33% منهم يحملون فيروس نقص المناعة البشرية. تقريباً كل شخص مصاب بسيلان المسالك البولية تظهر عليه الأعراض، في حين أن نصف المصابين بسيلان المستقيم وحوالي 10% من المصابين بسيلان الحلق يكون من النادر ظهور الأعراض عليهم. تتزايد نسبة سلالات بكتيريا السيلان المقاومة للمضادات الحيوية كل عام. وحتى الآن نجحنا في علاج كل مصاب بالسيلان ولكن لا يمكننا ضمان حدوث ذلك في المستقبل.
من المهم أن تتذكر أنك لا تصبح محصناً من السيلان إذا أصابك لأول مرة، حيث يمكن أن يصيبك السيلان لعدة مرات.