فيروس نقص المناعة البشرية هو عدوى فيروسية يمكن أن تنتقل عبر ممارسة الجنس من بين عدة طرق أخرى. وهذه العدوى هي عدوى مزمنة لا يوجد لها علاج حاليا. ومن ناحية أخرى هناك عدة عقاقير فعالة وآمنة متاحة فعليا تقلل من كمية هذه الفيروسات في الجسم لمستويات منخفضة جد مما يجعل خطر تطوره إلى مرض الإيدز أقل. يدخل فيروس نقص المناعة إلى خلايا الجهاز المناعي للجسم بحيث يقضي عليها ويضعف الأجهزة الدفاعية بالجسم ليس فحسب في مقاومتها لمختلف أنواع العدوى ولكن أيضا في مقاومتها للأورام. يدخل الفيروس إلى هذه الخلايا ويتحد مع المادة الجينية المتواجدة فيها.
يتطور هذا المرض بصورة بطيئة حتى بدون علاج، كما أنه من الممكن أن يشعر الشخص بأن صحته جيدة لفترة طويلة قبل أن تبدأ ملاحظة آثار الفيروس على الجهاز المناعي. حتى ولو كانت العدوى بـهذا الفيروس غير ملحوظة لا يزال من الممكن نقل العدوى لأشخاص آخرين عن طريق الجنس، على سبيل المثال.
تختلف كمية فيروس نقص المناعة في الدم من شخص لآخر ومع مرور الوقت. في البداية تستطيع الأجهزة الدفاعية المناعية الإبقاء على معدلات الفيروس في مستوى ثابت. إلا أنه عندما يهاجم الفيروس الخلايا في الجهاز الدفاعي المناعي بالجسم يبدأ الجهاز المناعي في الضعف تدريجيا مما يتسبب في أن يصبح الشخص المصاب بـالفيروس دون علاج معرضا لخطر الإصابة بسلسلة من الأنواع الخطيرة من العدوى.
وإذا ما تركت هذه الحالة دون علاج، تنخفض الدفاعات المناعية بسبب عدوى الفيروس خلال خمس إلى عشر سنوات- إلى مستويات منخفضة حتى أن الجسم يصبح غير قادر على مقاومة أنواع العدوى الشديدة كما يستطيع عادة. هذا هو ما يسمى بالإيدز. قبل التوصل إلى عقاقير فعالة تقاوم فيروس نقص المناعة، كان كل شخص يصاب بالإيدز يلقى حتفه خلال سنوات قليلة عادة.
كيف ينتقل فيروس نقص المناعة؟
ينتقل فيروس نقص المناعة عبر سوائل الجسم مثل الدم والسائل المنوي والإفرازات المهبلية وحليب الثدي. كما يمكن أن ينتقل من الأم للجنين أثناء الحمل. ينتقل الفيروس في البداية عبر الأغشية المخاطية في الجسم والتي تتواجد في الفم على سبيل المثال (بالحنجرة)، وفي المهبل والإحليل وفتحة الشرج والأعين. كما يمكن أن ينتقل أيضا عبر الوريد- أي بمعنى أن يدخل الفيروس الجسم عن طريق مباشر.
أكثر الوسائل الشائعة لانتقال الفيروس هي:
– الجنس المهبلي أو الشرجي غير المحمي
– عبر منتجات الدم لتي تحتوي على الفيروس، أثناء نقل الدم أو عمليات زراعة الأعضاء على سبيل المثال.
– من خلال الدم الملوث بالعدوى عند مشاركة الإبر والسرنجات
– أثناء الحمل والولادة والرضاعة إذا كانت الأم تتعايش مع الفيروس.
وعلى الرغم من أن أكثر وسائل انتقال هذا الفيروس شيوعا هي الجنس المهبلي والجنس الشرجي الغير محمي، إلا أن الفيروس يمكن أن ينتقل أيضا عبر الجنس الفموي الذي يتضمن استخدام الفم مع القضيب على الرغم من أن هذه الوسيلة في العدوى تعد أقل شيوعا. يتواجد فيروس نقص المناعة في السائل المنوي وينتقل غالبا حين يتم إفراز هذا السائل أثناء ممارسة الجنس الفموي. نسبة قليلة من الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس نقص المناعة في السويد نُقل إليهم الفيروس عن طريق الجنس الفموي غير المحمي. وبوجه عام نقول فإن هذا الفيروس هو فيروس لا ينتقل بسهولة، على الرغم من أنه من المستحيل معرفة ما إذا كان سينقتل أم لا ومتى يمكن أن يحدث ذلك. كما يصعب أيضا وصف الخطر في شكل نسبة مئوية حيث أن خطر انتقال لعدوى يعتمد على العديد من العناصر المختلفة. على سيل المثال مدى القابلية للعدوى ومدى التعرض لخطر العدوى بـالفيروس بشكل ملحوظ لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض أخرى تنتقل عن طريق الجنس ولم يتم علاجها.
تذكر أن فيروس نقص المناعة لا يمكن له أن ينتقل عن طريق الجلد، لذلك فاللمس والمداعبة والعناق والتقبيل بعمق كلها طرق آمنة بشرط ألا يكون هناك أي جروح مفتوحة. كما يمكنكم أيضا استخدام نفس المرحاض مع أي شخص مصاب بـالفيروس و السباحة أو حمام الساونا أو النوم معهم دون اي مخاطر على الإطلاق.
لم ينتقل فيروس نقص المناعة لأي شخص عن طريق نقل الدم في السويد منذ 1985 وذلك حين تم التعرف على الفحوصت العالمية للمتبرعين بالدم.
يمنح الواقي الذكري حماية فعالة من نقل فيروس نقص المناعة، فاستخدام الواقي الذكري بشكل صحيح أثناء الجنس المهبلي أو الشرجي يسمح لكلا الطرفين بالاستمتاع دون القلق من انتقال هذا الفيروس. في الجنس الفموي الذي يتم عن طريق الفم والقضيب يمكن تقليل خطر الإصابة عن طريق تجنب قذف السائل المنوي في الفم. بالطبع حتى تشعر بمزيد من الأمان يمكنك استخدام الواقي الذكري في الجنس الفموي أيضاً في حالة الجنس الفموي عن طريق الفم والمهبل أو فتحة الشرج (اللعق)، يكون خطر الإصابة بانتقال فيروس نقص المناعة صفر عادة بشرط ألا يكون هناك دم. اعرف المزيد عن الجنس الآمن من خلال مراجعة قسم”الجنس الأفضل”.
الفحوصات:
يمكن أن يستغرق الأمر ثلاثة أشهر بدءا من إصابتك بالعدوى قبل أن يظهر فيروس نقص المناعة في نتيجة الفحص، حتى على الرغم من أنه من الممكن دائما التأكد إذا ما كنت تحمل هذا الفيروس قبل ذلك بفترة كبيرة. حتى لو كنت مضطرا للانتظار لمدة ثلاث أشهر حتى تكون نتيجة الفحص تامة ولا لبس فيها، ويمكنك الخضوع لفحص في فترة مبكرة عن ذلك إذا كنت تشتبه في أنه قد انتقلت إليك عدوى الفيروس أو كنت قلقا بهذا الشأن. هناك أدلة كثيرة على أنه يمكن اكتشاف الكثير إذا ما اكتشفت عدوى HIV في وقت مبكر والتفكير في بدء العلاج في وقت مبكر.
هناك طريقتين مختلفتين لاكتشاف إذا ما كنت مصابا بفيروس نقص المناعة أحدهما وهو “اختبار الفيروس السريع”، والذي يؤدي إلى نتائج سريعة، الطريقة الأخرى هي طريقة فحص الدم التقليدية التي يتم إرسالها لمعمل وتظهر النتائج خلال أسبوع تقريبا.
عند الخضوع لاختبار فيروس نقص المناعة السريع، تؤخذ عينة الدم من الإصبع وتظهر النتائج خلال 20-30 دقيقة. حين تذهب للعيادة للفحص يجب ن تتهيأ لسماع النتيجة . تذكر أنه يمكن أن يستغرق الأمر ثلاثة أشهر حتى يظهر الفيروس وينطبق ذلك أيضا على الفحص السريع. بمعنى آخر فإن فترة الانتظار بين الخضوع للفحص وبين ظهور النتائج هي الفترة التي يتم الإسراع فيها في إظهار النتيجة حيث تتجنب الانتظار لمدة سبع إلى عشر أيام حتى ظهور النتيجة إذا أجريت الفحص العادي.
أما فحص الفيروس التقليدي فيتم عن طريق أخذ عينة دم من الذراع. وبحسب العيادة التي تذهب إليها، ستتوافر النتائج خلال سبع إلى عشرة أيام. سوف يتم الاتفاق مع العيادة على الطريقة التي سيتم إخطاركم بها بالنتيجة. ولكن غالبا ستطلب منك العيادة الرجوع إليها لاستلام النتيجة بنفسك.
تقدم عيادة فينهالسان في ستوكهولم حاليا الفحوصات السريعة بالإضافة إلى بعض العيادات الأخرى. عندما تخضع للفحص يكون لديك فرصة رائعة للتحدث للمختصين في العيادة حول الجنس الأئمن والحصول على إجابات عن كافة الأسئلة.
هل هناك أي تكلفة للفحوصات ؟
أي فحص متعلق بفيروس نقص المناعة وأي علاج آخر يكون مطلوبا بهذا الخصوص يكون مجانيا. كما يحق لك أيضا أن تحافظ على بياناتك الشخصة سرية عند الخضوع للفحص. وإذا وجد أنك تحمل فيروس نقص المناعة فيجب عليك أن تعرف عن هويتك.
العلاج
ليس من الممكن علاج فيروس نقص المناعة، والسبب هو أنه لا يوجد أي عقاقير يمكنها أن تعمل على التخلص من الفيروس المختفي في المادة الجينية للخلايا تماما. على عكس البكتريا التي تتكاثر من تلقاء نفسها، تخترق الفيروسات خلايا الجسم وتستخدم الخلية المضيفة للتكاثر. يؤدي ذلك إلى صعوبة مقاومة الفيروس دون الإضرار بالخلية االمصابة بالفيروس في نفس الوقت. إن الخلايا المناعية بالجسم – وخاصة تلك الخلايا المصممة لمقاومة عدوى الفيروس- تكون هي الخلايا المصابة بـالفيروس. وعلى الرغم من عدم وجود علاج لعدوى فيروس نقص المناعة، يتوافر حالياً علاج يبطئ من تطور المرض. العقاقير المستخدمة تستخدم في تقليل العبء الفيروسي في الدم حيث يصبح من الصعب على الفيروس التكاثر. في حال عدم وجود العلاج، كلما ازداد الفيروس في الدم كلما ضعفت الأجهزة الدفاعية المناعية. ويُعد العلاج الدوائي فعال في تقليل الفيروس في الدم إلى مستويات منخفضة للغاية (” لا يوجد فيروسات نقص مناعة حرة يمكن قياسها في الدم” أي ما يمثل 20 نسخة فيروسية لكل مم من الدم). تحسن هذه الأدوية من الأجهزة الدفاعية المناعية وتمنع الإصابة بالإيدز. العلاج المضاد لـفيروس نقص المناعة يسمى غالبا علاج إدارة مرض فيروس نقص المناعة أو ART (العلاج المضاد للفيروسات الرجعية).
عند تعاطي هذا الدواء يكون من المهم اتباع تعليمات الطبيب بكل عناية مع الحرص على عدم تفويت أي جرعات. ونظرا لأنه من غير الممكن إزالة الفيروس بشكل كامل، فإن علاج ART هو أمر يتعلق بالحياة. إذا توقفت عن تعاطي الأقراص سيرتفع مستوى الفيروس خلال أٍسبوعين إلى أربعة أسابيع إلى نفس المستوى الذي كان عليه قبل بدء العلاج.
ربما تتسبب الأدوية التي تستخدم حاليا في الإصابة ببعض الآثار الجانبية المختلفة- بعضها معتدل وبعضها حاد. ومع ذلك فهناك بعض التقدم الحادث في مجال الأدوية ذات الآثار الجانبية الأقل. نظرا لوجود حوالي 25 عقارا مختلفا يمكن جمعها معا، فمن الممكن دائما العثور على تركيبة ينتج عنها آثار جانبية قليلة جدا.
التطعيم/اللقاحات:
لا يوجد أي لقاحات متاحة حاليا لفيروس نقص المناعة البشرية.
الوقاية ما قبل التعرض PrEP
ربما لا تستخدم الواقي الذكري كثيراً، أو ربما نادراً ما تستعمله، أو حتى قد تكون لا تستعمله على الإطلاق.
قد ترغب في الحصول على طريقة لتقليل خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، ولكن استخدام الواقي الذكري لا يناسبك.
في هذه الحالة، يمكن أن يكون PrEP حل يمكن أن يساعدك.
استخدام PrEP يعني استخدام الدواء الذي يقلل من خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، ومصطلح PrEP يعني (الوقاية ما قبل التعرض).
يتم استخدام واحد من الادوية والتي لها أسماء مختلفة من شركات مختلفة.
إذا کنت ترید استخدام PrEP ، فیجب أن تکون متأکدا تماماً من خلو جسمك من فیروس نقص المناعة البشریة.
يعطي برنامج PrEP مستوى عال جداً من الوقاية، ولكن ليس 100%.
في حال نسيان أخذ حبة الدواء هذا يعني حماية أقل فعالية، حيث تأخذ الحبوب كل يوم.
لا یحمي PrEP من الكلاميديا أو السيلان أو الزهري، فالواقي الذكري هو الشيء الوحيد الذي يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا.
يمكن أن يكون لـ PrEP آثار جانبية.
من المهم إجراء فحوصات أثناء تناول الدواء، اطلب من طبيبك مراجعة التوصيات الحالية من ”Referensgruppen för antiviral terapi”
PrEP هو منتج طبي معتمد في السويد، وهو جزء من نظام الحماية العالية التكلفة، وهذا يعني أنك لا تدفع أكثر من 200 2 كرونة سويدية من قيمة الوصفة الطبية.
بعض النصائح:
من السهل نسيان تناول الدواء، إليك بعض الطرق لمساعدتك على التذكر:
ضبط المنبه يوميا على موبايلك، إما المنبه العادي أو عن طريق تطبيق طبي خاص.
احتفظ بالدواء في حقيبتك، أو قم بوضعه في محفظة صغيرة مع علاقة المفاتيح.
احتفظ بالدواء في مكان تستطيع رؤيته كل يوم، ربما بجانب فرشاة الأسنان أو ماكينة القهوة.
يُعد إجراء اختبار فيروس نقص المناعة البشرية على أساس منتظم فكرة جيدة إذا كنت قد مارست الجنس الشرجي أو المهبلي دون استخدام الواقي الذكري. قم بالفحص في أسرع وقت ممكن إذا كنت تشك في إصابتك بعدوى أولية. التشخيص المبكر يجعل العلاج المبكر ممكنًا ، وهي فكرة جيدة لك وللآخرين. العلاجات الحديثة المضادة للفيروسات تخفض كمية الفيروسات بشكل كبير. مع عدد فيروسات قليل
لدرجة لا يمكن اكتشافها ، فإن خطر انتقال فيروس نقص المناعة البشرية هو صفر.
كمية فيروسات قليلة للغاية= عدم قابلية الفيروس للانتقال
تتبع المصدر:
إذا ظهرت إصابتك بفيروس نقص المناعة، ستكون ملزماً بالمشاركة في ما يسمى بتتبع المصدر، حيث سيسألك استشاري عن تفاصيل الأشخاص الذين مارست معهم الجنس مؤخراً منذ آخر فحص فيروسي سلبي لك. ويكون الهدف من ذلك معرفة الأشخاص الآخرون الذين قد يكونوا حاملين للفيروس دون أن يدركوا ذلك. قد يبدو ذلك غريباً وغير مريح إلى حد ما، ولكن معظم الناس يجدونه شيئاً طبيعياً ووسيلة لإبداء الاهتمام بالأشخاص الذين مارسوا الجنس معهم؛ حيث تتيح لهم فرصة التأكد من أنهم بصحة جيدة. هناك عدة وسائل متنوعة لتنظيم تتبع المصدر؛ حيث يمكنك إبلاغ شريكك بنفسك أو يمكنك ترك ذلك للاستشاري الخاص بك. وإذا قام الاستشاري بذلك فهو سوف يتصل بهم أو يرسل إليهم خطاب، ولن يمدهم بأية معلومات في هذه الخطابات أو المحادثات الهاتفية تدلهم على هويتك. وفي حالات أخرى يكون الاستشاري ملزم بالتأكد من وجود تصديق على أن الفحص قد تم إجراؤه.
إذا كنت تخضع لتتبع المصدر – أي إذا كان هناك شخص من المصابين بالفيروس أبلغ عن أنك شريكه الجنسي – ينبغي عليك الحضور لإجراء الفحص.
المنظمات التي تتعامل مع إيجابي(حاملي) فيروس نقص المناعة
Noaks Ark- noaksark.org
Posithiva gruppen- positivagruppen.se
Hiv-Sverige- hiv-sverige.se
Convictus- convictus.org