الزهري هو عدوى بكتيرية كان يُعتقد أنه تم القضاء عليها في السويد خلال التسعينات من القرن الماضي. ومنذ عام 2000 ظهر الزهري من جديد وازداد انتشاره بشكل كبير – خاصة بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال آخرين. تنتقل عدوى الزهري عن طريق تلامس الجلد أو الأغشية المخاطية وعبر الجنس الشرجي أو المهبلي أو الفموي، كما يمكن انتقاله من الأم للطفل أثناء الحمل. قد ينتقل أيضاً عبر الدم (تخضع كل تبرعات الدم إلى الفحص للكشف عن الزهري). تكون المراحل المبكرة من الزهري معدية للغاية، لأن الزهري سهل الانتقال ولأنه من الصعب التعرف على إصابتك بالزهري لذا فمن المهم أن تُجري الفحوصات بانتظام وأن تحمي نفسك أثناء الاتصال الجنسي باستخدام الواقي الذكري. يُجرى فحص الدم للكشف عن الزهري ويكون مجاني دائماً.
فترة حضانة المرض
يستغرق ظهور الأعراض بعد الإصابة بالعدوى في الطبيعي من 2 إلى 4 أسابيع (وفي بعض الأحيان تصل إلى 12 أسبوع).
الأعراض
إذا تُرك الزهري بدون علاج، سيمر خلال عدد من المراحل التي ينتج عنها أعراض مختلفة:
المرحلة 1 (الزهري الأولي)
يظهر الالتهاب المتزايد (القرح) مع حدود واضحة المعالم وبقعة راسخة في مكان دخول البكتيريا إلى الجسم، وعادة ما تظهر على القضيب أو في الفم أو في المستقيم. في المعتاد لا يكون الالتهاب الذي يحتوي على كميات كبيرة من بكتيريا الزهري مؤلماً ومن السهل إغفاله عندما يظهر في الفم (على اللوزتين مثلاً) أو في المستقيم. لا يظهر على جميع المصابين هذا الالتهاب، وفي الغالب تتورم الغدد الليمفاوية المجاورة. يُشفى الالتهاب من تلقاء نفسه بعد ثلاثة إلى ستة أسابيع حتى بدون معالجة على الرغم من أن بكتيريا الزهري تبقى داخل الجسم.
المرحلة 2 (الزهري الثانوي)
بعد ظهور الالتهاب الأول بأربع إلى ثمان أسابيع، يظهر طفح جلدي غير مسبب للحكة يلازمه غالباً أعراض عامة بالإعياء مثل الشعور بالإجهاد والصداع والحمى وتورم الغدد الليمفاوية وارتفاع معدلات أنزيمات الكبد وفقدان جزئي للشعر، وفي بعض الأحيان ضعف البصر. حتى هذه المرحلة توجد بكتيريا الزهري في الدم وفي كامل الجسم. لذا قد تظهر الأعراض في أي عضو. وقد سُمي مرض الزهري قديماً “المقلد العظيم”. في المعتاد لا يلاحظ المريض أو الطبيب وجود الزهري لذلك من السهل إغفال الحالات.
الزهري الكامن
تختفي أعراض المرحلة الثانية من الزهري تدريجياً – حتى بدون علاج – وتتحول عدوى الزهري إلى عرض آخر – مرحلة حرة قد تستمر لمدة طويلة.
يعتبر الزهري مرض معدي خلال السنة الأولى (“الزهري الأولي”).
المرحلة 3 (الزهري الثالثي)
تظهر هذه المرحلة لدى 35% من المصابين الذين لا يتلقون العلاج، وقد يتجلى في كثير من الطرق المختلفة، ويُسبب ظهور أعراض عصبية وقلبية. يُعد الزهري الثالثي نادراً للغاية في السويد هذه الأيام.
من المهم مراعاة أن الزهري لا يظهر بالضرورة أية أعراض على الإطلاق. فإذا تم الكشف عن “الزهري الأولي” ومعالجته، سيتم الشفاء منه بالكامل.
الفحص
يُجرى تشخيص الزهري من خلال إجراء اختبار دم خاص، مع استخدام عدة أساليب مختلفة. لا يمكن التعرف على الزهري من خلال “الفحوصات الطبية” العادية إلا إذا اشتملت الفحوصات على اختبار الزهري المحدد. على الرغم من أن نتائج اختبار الزهري يكون من الصعب تفسيرها، إلا أنه في الغالب يمكن معرفة ما إذا كانت عدوى الزهري في مرحلة مبكرة أو متأخرة. قد يستغرق الأمر بعض الوقت (في حالات نادرة تصل إلى ثلاثة أشهر) للحصول على نتيجة إيجابية لفحص الدم. في عيادة فينهالسان يُجرى اختبار الزهري مرة في العام لكل حاملي فيروس نقص المناعة البشرية.
عند الاشتباه في الإصابة بالعدوى، يجب الامتناع عن ممارسة الجنس حتى استبعاد الإصابة بالزهري.
العلاج
يُعالج الزهري عن طريق حقنات متعددة لجرعات عالية من البنسيلين، ويليها مراقبة تقدم فحص الدم للكشف عن الزهري على مر عام كامل. من المهم أن تتذكر دائما أنك لا تصبح محصناً بعد الشفاء من الزهري، حيث يمكن أن يصيبك الزهري عدة مرات.
تتبع المصدر
إذا ظهرت إصابتك بالزهري، ستكون ملزماً بالمشاركة في ما يسمى بتتبع المصدر، حيث سيسألك استشاري عن تفاصيل الأشخاص الذين مارست معهم الجنس مؤخراً (خلال 3-12 شهر الماضية). ويكون الهدف من ذلك معرفة الأشخاص الآخرين الذين قد يكونوا مصابين بالزهري دون أن يدركوا ذلك. قد يبدو ذلك غريباً وغير مريح إلى حد ما، ولكن معظم الناس يجدونه شيئاً طبيعياً ووسيلة لإبداء الاهتمام بالأشخاص الذين مارسوا الجنس معهم؛ حيث تتيح لهم فرصة التأكد من أنهم بصحة جيدة. هناك عدة وسائل متنوعة لتنظيم تتبع المصدر؛ حيث يمكنك إبلاغ شريكك بنفسك أو يمكنك ترك ذلك للاستشاري الخاص بك. وإذا قام الاستشاري بذلك فهو سوف يتصل بهم أو يرسل إليهم خطاب، ولن يمدهم بأية معلومات في هذه الخطابات أو المحادثات الهاتفية تدلهم على هويتك. وفي حالات أخرى يكون الاستشاري ملزم بالتأكد من وجود تصديق على أن الفحص قد تم إجراؤه.
إذا كنت تخضع لتتبع المصدر – أي إذا كان هناك شخص من المصابين بالزهري أبلغ عن أنك شريكه الجنسي – ينبغي عليك الحضور لإجراء الفحص.
خبرة عيادةفينهالسانالمتعلقة بمرض الزهري منذ عام2000
عالجت عيادة فينهالسان حوالي 600 حالة زهري، نصفهم تم اكتشاف إصابتهم في المرحلة الأولى، وما يقارب 20% في المرحلة الثانية وحوالي 30% في المرحلة الكامنة. ما يقارب من60% من المرضى التقطوا عدوى الزهري في السويد، ومتوسط عمرهم بلغ 40 سنة، وحوالي ربع نسبة المرضى أصابتهم عدوى الزهري من قبل. يوجد علاقة ترابط بين الزهري وفيروس نقص المناعة البشرية، حيث أن 39% من مرضى الزهري في عيادة فينهالسان يحملون فيروس نقص المناعة البشرية، في حين أنه تم اكتشاف عدوى الزهري وفيروس نقص المناعة البشرية في نفس الوقت لدى ما لا يقل عن 6%من الحالات.